Tuesday, June 27, 2006

ابن سبعة

سبقها بخطوتين .. و انحنى انحناءة بسيطة وهو يفتح لها باب المقهى كى تخرج هى أمامه .. هكذا هى القواعد
تسربت بلطف يدها لتحتوى يده بشقاوة .. المرة الثانية التى تقترب فيها من كتفه .. تتأمل جانب وجهه بنظرة متطلعة .. و لأول مرة تدرك من أين يأت كل ذلك العبير الحميمى
" آكس ده .. مش كده؟ "
يومئ برأسه " أيوة " .. ينظر لها و يبتسم زهواً لأنها أدركت رائحة عطره
" و أنا أقول أخويا جه منين"
تنكسر زهوته لحد ما .. و يهدأ بابتسامة أخرى
ترتحل لكفه أكثر باستمتاع غريب .. و تميل بهدوء كلما سنحت لها الفرصة لتقترب منه و هما يسيران فى الطريق
" تعرف ؟"
" أنا كنت فاكرة أنى باحبه أوى ماعرفش ليه .. دلوقتى مش عارفه .. و مش زعلانة "
تزداد دلالات الروائح حولها .. فتتذكر حوائط المنزل .. و تتذكر طلاء الحائط القديم بلونه الأخضر الباهت .. تتذكر سباقهما معاً لتسلق الحائط .. و تتذكر كرة السلة الذى صنعها و علقها على ستارة الحجرة .. نظرته الحانية دائماً و المنكسرة التى كانت تعصر قلب أمها فتزيده من حنانها كلما استطاعت
" حرام عليكى ده غلبان .. ده ابن سبعة .. و مارضعش منى غير ست شهور"
تغرق فى الضحك فجأة حين تتذكر مدى تعلق أمها به .. و غيرة أبوها من حنانها الزائد عليه
لم يكن قط ابن أمه .. و لكنه كان يحبها بعنف .. فأدركت هى نعمة الله عليها ..حين عوضها كل ما كان ينقصها من الحنان فى ولدها البكرى .. ابن السبعة أشهر
يتزايد المطر حوليهما .. البرد و الزحام
تتزايد ضحكاتها الغير مبررة .. و تتغلف عينيها ببريق ساحر .. يقرأ حزن الذكرى فى انكماشة لقلبها أدركها فيها رغم السحر .. فيدندن هو أغنية تتناسب مع بداية الشتاء .. و بداية الحب .. و بداية الدفء .. فيجدها تدندن معه بانطلاق آخذ .. ينصت لصوتها لأول مرة و هى تغنى .. و بيدآ معاً أول إنتشاءاتهما الشتوية